يقظة الفكر يقظة الفكر
");

آخر الأخبار

");
random
جاري التحميل ...

إذا كان لديك أي استفسار أو تدخل أو إشكال حول الموضوع المعرض ، المرجو طرحه في التعاليق .

الصدام التاريخي و الفكري بين الدين و العلم و السبيل لخلق التجاور و التضامن بينهما

 

توطئة :

ما فتئ عالمنا العربي اليوم أن ينفك من التطاحنات الفكرية الناتجة عن الاستماتة الذهنية عند النخبة المثقفة من العرب و المستمدة من التيار التقدمي و الحداثي المتسامي في أوروبا ، فدار نوع من الجدل الطاحن بين صدى مطرقة العلم و رجة الوعي الديني و القدسي عند الإنسان ، أو بتعبير نيتشه تلك المطرقة التي تسببت في أفول الأصنام و تبديد المسلمات ، حتى أصبحنا نتحدث عن حتمية الصدام بين العلم و الدين ، و انطلاقا من نماذج تاريخية عديدة ابتدأت بالغزو الفلسفي للفكر العربي الإسلامي مع نخبة من الفلاسفة الذين كان لهم رأي خاص حول الدين ، و لو أنه لم يكن رأي اضحا و شموليا يحيط بالدراسة و النقد جانب الممارسات و النصوص الدينية ، إلا أنهم في آخر المطاف تعرضوا لاتهامات لاذعة بالهرطقة و الزندقة ، منهم من أحرقت كتبه كابن رشد و منهم من اتهم بالإلحاد كالفارابي و ابن سينا و الكندي و الرازي ... و منهم من تمت تصفيتهم و محو آثارهم كابن المقفع ... ، و هذا دليل كافي لإتباث شدة التصادم بين الدين و العلم ، و العلم في هذه الحالة لا نقصد به فقط تلك المعرفة الممنهجة الوضعية التي تعتمد على التجربة لاستقراء الواقع بما سماه فرانسيس بيكون بالأورغانون الجديد كتعبير على إزاحة الأورغانون القديم أو الإستقراء الأرسطي من ساحة الأبحاث العلمية ، و إنما نقصد بالعلم كل معرفة نابعة من العقل و ممنهجة بمنهج يرشدها الى طريق المنطق و الرجاحة ، يعني و بالضرورة فكل فكر نقدي هو فكر علمي ، و كل فكر علمي هو فكر عقلي ، و كل فكر عقلي هو فكر منطقي . و كذلك لا نقصد بالدين ديانة خاصة ، بل قصدنا الأديان جميعا بدون تفريق بينها ، و لو أنا قصدنا بالعلم مجرد معرفة لكان الدين علما في رأي الوضعيين الذين ينظرون إليه كواقعة اجتماعية و تاريخية و لكان العلم بعض آثار الدين الذي أحاط بكل شيء علما  .لكن دعنا لا نقتصر على  قطب واحد في هذا الصرع ، فالعلم كذلك أو بالأحرى من يمتلك الخزان العلمي في العالم العربي قد يلجأ أحيانا الى تبخيس المعتقدات الدينية و الحط من قيمتها و التهكم من الممارسات الدينية من تعبد و صلاة ، اعتقادا منه أن العلم استولى على الحقيقة الكونية ، بحيث أن كل نظرية علمية هي حقيقة ، مغفلا في ذلك أو مستغفلا أسس النظرية ، و التي تتجلى في تفسيرات مرجحة قابلة للدحض و التراجع ، حيث أن التاريخ العلمي شاهد على مبدأ التراكمية ، و حيث أن الواقع المفسر تنبق عليه الرؤية السيمانطيقية ، و الواقع معرض للتغيير و التغير ،  هذا مبدأ كوني ، فالشيء التابث الوحيد في هذا العالم هو التغيير المستمر كما قال هيراقليطس ،  التالي فتغير الحقائق العلمية خصوصا في العلوم الإنسانية رهين بتغير ملامح الواقع بجميع الأصعدة ، الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية و الفكرية . و بعد أن قمنا بتغطية لنماذج الصدام بين الدين و العلم ، يمكننا بالتالي معرفة الدواليب المحركة لهذا الصدام ، و ذلك عندما توضع أهدافهما و موضوعاتهما أو مناهجهما بموازاة مع بعضها أو قريبة من بعضها ، و عندما تتضمن أهداف الدين تقديم شروحات للموضوعات و العمليات الطبيعية تقارع التفسيرات العلمية ، و عندما تحادي مواضيع الدين مواضيع العلم في التطرق للظواهر الطبيعية و الإجتماعية و الإنسانية بصفة عامة ، و عندما يوضع منهج الدين على قدم المساواة مع منهج العلم أو على الأرجح عندما لا يتم تمييزه بشكل واف عن منهج العلم ، فإن ميدان التصادم معد بما يكفي ليشهد على احتدام حامي الوطيس لن تنصك ناره مادام الزمان لم ينصف أحدهما على الآخر . و لربما يصبح الحديث منصبا على نموذج الاستقلالية في الحقول المختلفة ، فكل حقل في هذه الحالة ملزم بمراعاة ما يخصه فقط ، دن التدخل في حقول أخرى بغية اختراقها بادعاءات امتلاك الحقيقة ، و أنسب صورة نصور بها انغلاق الدين  العلم عن بعضهما هو أنهما منعزلان تماما ، كما لو أنهما قد وضعا داخل حجرتين مغلقتين بإحكام ، و القاعدة هنا هو الفصل العنصري و ليس التصادم . و سنرى فيما سيأتي بتمعن تاريخي سياقات تاريخية دافعت عن الاستقلال و أخرى أقرت بالتداخل و الصراع ؟(فقرة وقفات تاريخية) . ما تجليات هذا الصراع بين الدين  العلم أو كما عبرنا عليه بين القدسي  و العلمي ؟ 

الأسبقية التاريخية :

 لا شك أن العلم قديم ، لأن أبسط المعارف هي أولى درجات العلم ، فمنذ رأى الإنسان الأول مشرق الشمس و مغربها ، و منذ رأى المشرق و المغرب يتكرران كل يوم عرف أن هذا بعض نواميس الوجود و إن لم يدرك سره ، و منذ رأى النجوم لاحظ ثبات بعضها باتجاه معين فاتخد منه هاديا في مسراه ، من ذلك الحين كانت المعارف الأولى و ما تزال نواة العلم ، و على توالي الأجيال تكاثرت و تداولت هذه المعارف التي تقع تحت الحس ، و التي استنبط الإنسان منها نظام حياته بين الموجودات الكثيرة و المختلفة التي تقع نصب ملاحظته ، و استطاع أن يستفيد بعلمه ما يزيده سلطانا على الوجود و بسط سيطرته على مظاهره .

و لا ريب أن الدين قديم أيضا ، فمنذ استبصر الإنسان نظام هذا الكون العظيم يعجز عقله الضعيف و علمه المحدود عن إدراك كنهه أو تفسيره ، و من تلك الحقبة آمن بأن هذا الكون مملوء بالمخارف و الآمال ، و الذي ينتهي هو فيه الى الموت قبل أن يحيط بكثير من أمره خبرا ، لابد لوجودهو لتدبيره من قوة أعظم من الكون و من كل ما فيه أضعافا مضاعفة ، و أن هذه القوة الخارقة المدبرة لا تحيط بها الأفهام و لا تدرك كنهها العقل ثارة ، و متجسدة ثارة أخرى .

وقفات تاريخية :

سنقوم بإطلالة خفيفة أولا على فترة العصور الوسطى(من القرن الخامس إلى القرن الخامس عشر) لنستشف منها أبرز معالم الفصل بين الدين و العلم ،  و دعائم هذا الفصل المتمثلة في أشكال التفكير الثنائي الذي يجمع العناصر الميتافيزيقية و الابستيمولوجية ، و انطلاقنا من العصور الوسطى ليس محض عبث ، بل ينبثق من السياقات الفكرية الموسومة بالفكر اللاهوتي مع دانز سكوطس و توما الأكويني و الذين تركزت جهودهما خصوصا الأخير على النموذج المثالي لأفلاطون مع الاقتداء بالفكر الأرسطي،حيث اعتبر أن العقل مستقل في عمله على الإيمان الداخلي و الدين . ما شكل ثورة في الفكر الديني مع تأسيس الأرسططالية المسيحية في القرن الثالث عشر و كان ذلك بمثابة انقلاب ضخم على الفلسفة المسيحية ، و التي كانت تحافظ على بنائها المثالي الأفلاطوني ، لمدة ألف عام . و مع انجذاب الإسكولائين (التومائية نسبة الى توما الأكويني) أكثر الى علم المنطق و المعرفة و فلسفة الطبيعة و نبذ نفحات اللاهوت و علم النفس ، و استطاع بذلك توما الأكويني أن يبرهن بأن الأرسططالية تتفق مع المعتقدات المسيحية و غير المسيحية ، كتلطيف منه على تمييزه السابق الذكر بين المعرفة و الإيمان عبر مفهوم البرهان . و عموما فكل أفكار القديسين الفلاسفة مع مخالطة الفكر اللاهوتي تفضي بنا الى ما يسمى بالعقلية القروسطية و التي تقسم الواقع الى عالمين ، عالم الطبيعة و عالم خارق للطبيعة أو ما بعدها ، فالله حقيقة ، و حقيقته خارقة للطبيعة و متسامية عليها ، و نفس الشيء بالنسبة للروح ، هذا من جهة ، و من جهة ثانية يشكل العالم الطبيعي العالم الدنيوي ، و من جهة ثالثة يرى الموقف القروسطي من الناحية الإبستيمولوجية العالم الخارق للطبيعة يمكن أن ينكشف بالكامل من خلال الوحي الإلهي ، في حين أن عالم الطبيعة يمكن التعرف عليه باستمرار من خلال التقنيات الملائمة التي تستخدم في البحث العقلي و النبش عن الحقائق ، و هكذا نستخلص من الكلام أعلاه و بصيغة مشفرة أن مواضيع  مناهج اللاهوت أو الدين مختلفة كل الإختلاف عن نظيرتها في العلم .

   لننتقل الى العصر الحديث لنسلط الضوء على الحركات الفكرية المسبغة بالدينية و التي دافعت بشكل شديد على انفصالية العلم على الدين ، أو العكس ، و من هذه الحركات نذكر :البروتيستانتية أو الأرثودكسية الجديدة و الوجودية وحركة التحليل اللغوي ، فالأولى جاءت لتقر بمحورية المسيح و دور الوحي الإلهي في معرفة الله ،  مع التأكيد على تجسيد المسيح للذات الإلهية ، حيث و على حد تعبير عالم اللاهوت السوسري كارل بارث فإن الخطيئة التي اقترنت بعصيان الجنس البشري لله قد أعمت العقل البشري عن معرفة الله  بالتالي تشكلت هوة عميقة بين العبد  ربه ، حتى أصبح من الضروري قطعا على الله أن يردم هذه الهوة و يتجلى بنفسه في شخصية يسوع ، و بالنسبة لبارث فاللاهوت هو الذي يزود الناس بالمعرفة الدينية البعيدة تماما عن متناول الإدراك العقلي للإنسان(خارقة للطبيعة) ، أما العلم فهو عبارة عن بحث مستمر في عالم الطبيعة موظفا في سبيل ذلك الملاحظة و التجريب و الفروض و الاستنتاج ، و بالتالي فالهدف الأسمى للعلم هو فهم و تقريب الأنماط التي يقوم عليها العالم التجريبي ، أما بخصوص الثانية(الوجودية) ، سنعقد مفارقة بسيطة بين قطبين رئيسيين في التيار الوجودي ، القطب الأول ينادي الى فهم معنى الوجود البشري و ذلك بالإنخراط بشكل شخصي حر في اتخاذ القرارات ، فحياتنا تتوسم بالمعنى لو اتسمت بالأمانة و الأصالة و لو تحملنا مسؤولية إنسانيتنا ، و بمقدور الإنسان بلوغ المعنى الأنطولوجي لوجوده دون العودة إلى الله مع تفنيد فكرة الأقدار ، و يمثل هذا القطب كل من فريديرك نيتشه و جون بول سارتر . أما القطب الثاني فعلى العكس من الأول ، و الذي يدعو الى ضرورة الرجع الى الله حتى ندرك المعنى الكامن للحياة و الوجود ، فالدين في هذه الحالة يشكل توجيها شخصيا و ذاتيا لشخصانية الفرد ، أما العرف فيدور في فلك دراسة الأشياء الطبيعية و كيفية التلاعب بها ، و يمثل هذا القطب الفيلسوف سورين كيركيغارد . و هنا مرة أخرى نجد نقطة التفرقة بين الدين و العلم ، فالأول يتعامل مع عالم الوجود الشخصي للفرد ، و الثاني يتعامل مع عالم الأشياء  كيفية عملها . و أخيرا سنتوقف عند حركة التحليل اللغوي مع لودفيغ فيتغنشتاين و الذي اعتبر أن الدين و العلم هما شكلين من ألعاب اللغة ، يختلفان و لكنهما يتميزان بمشروعية واحدة ، حيث أن كل حقل له مفرداته و تصنيفاته اللغوية و مفاهيمه الخاصة و منطقه الخاص ، و بالتالي فاستخدام اللغة في السياقات الدينية يختلف عن استخداماتها في السياقات العلمية ، و اللغة الدينية ليست هي اللغة العلمية ، فالأولى تسعى الى تزكية أو بلورة أسلوب واحد للحياة باستعمال لغة ناجعة في عملية استنباط مجموعة معينة من المواقف  ، مع الحث على ارتباط ذلك بخلفيات أخلاقية و قيمية محددة،و بما أن اللغة الدينية خالية من التجريبية فبحسب التحليل اللغوي هي لغة فارغة من المعنى ، أما الثانية فترتكز على الشرح و التنبؤ و التلاعب الفني بالظواهر التي تتعرض للملاحظة ، و بالتالي فلغة العلم هي لغة دقيقة و تجريبية و اختبارية . و منه نستخلص أن الدين و العلم هما نشاطان لغويان منفصلان .

إن حديثنا في العصر الحديث يقترن بعصر الحداثة كمفهوم رنان و ربما مخاتل ، حيث أن بروز الحداثة كنمط خاص من النظرة حيال الكون و الإنسان ، قد أدى الى انبثاق أسئلة و إشكالات و أزمات أنطولوجية من حالة القلق و الاغتراب ، و الذي جاء كإحساس بخطر المداهمة إنتاب علماء الإلهيات جراء الثورة العلمية الكبرى التي بدأت مع كوبرنيكوس و بعده غاليلو و أبت أن تنطفئ شعلتها ، و اكتسحت جميع الميادين و المجالات فتراجعت بذلك المعتقدات و ضعف الإيمان عند الناس و أصبح التهليل بالعلم هو المستحوذ . فراح يتفوق في أدائه على مستوى الوصف و التخمين الأكثر دقة بالطبيعة ، إضافة الى تزايد أهليته لمنح الإنسان قدرة أكبر على الهيمنة على الطبيعة و استغلالها و كذا القدرة على التكيف مع جميع الظروف . و منه أصبح التأسيس للحوار بين الأديان أمرا ممكنا خصوصا إبان الطفرة الحاصلة في العلوم الإنسانية مع ظهور الفلسفة الوضعية ، فبات الحديث منصبا على علم الأديان المقارن و على انكباب العلوم الإنسانية من سوسيولوجيا  و أنثروبولوجيا و أركيولوجيا و سيكولوجيا على دراسة الظاهرة الدينية دراسة علمية تستجيب لشرط الموضوعية . و بالتالي يمكننا القول أن المواجهة الأولى بين الدين و العلم في العصر الحديث نشبت بسبب النجاحات البارزة للمناهج العلمية ، و خصوصا المنهج التجريبي الذي يكتسي طابع الوثوقية في اكتشاف الحقيقة ، فبدأ الأصوات تتعالى لتعتبر أن العلم هو الأسلوب الوحيد الذي يقصد بالدراسة الأشياء المحسوسة ، إضافة الى تميزه بالعقلانية و العمومية و التكرار و التراكمية و التنظيم ، بينما الدين هو أمر عاطفي و شخصي و محدود يقوم على التقاليد و النقل . و نستنتج من هذا أن هناك مستويات مختلفة و متباينة تعكس درجة الخلاف  التباين بين الدين و العلم ، بداية بالتعارض على مستوى النفسي بين الروح الدينية و الروح العلمية أو بين العقلية الدينية و العقلية العلمية ، مرورا بالتعارض على مستوى المضمون بين الاكتشافات العلمية و الظواهر الدينية ، وصولا الى التعارض على مستوى المنطلقات و الإشكالات القبلية و الفروض المسبقة و لوازم العقائد الدينية و نظيراتها في العلم.

بين أنصار الدين و أنصار العلم :

في العصر الحديث بدأ الشعور بالإحباط من الأديان ينتاب العامة من الناس و هذا ما يبرر إرتفاع نسب الإلحاد و الربوبية و اللاأدرية و اللادينية في العالم العربي أو في خارجه ، هذا ليس بالأمر المهم ، لكن نلاحظ أن الناس يعتبرون العلم و ما يكشف عنه من مخترعات جديدة و قواعد للعيش ملاذا من شأنه أن يهبهم من رفاهة الحياة مزيدا و من نعمها جديدا ، و أن يرفع عنهم بؤسها ما رزحوا تحت أعباءه سنينا طويلة ، و تنامت حركات الدفاع و الإذعان و الخضوع لمخرجات العلم . 

و إذا نادى الدين بعقم العلم و بجمود العلماء و الفلاسفة ، و إذا شعر أنصار الدين أن الناس قد أترعوا بآثار العلم فتاقت نفوسهم إلى جدة روحية نفسانية لا يستطيع العلماء في جمودهم عن تقديمها ، حيث أن الدين يقدم الغذاء الروحي لكل من يطمح الى تحقيق الطمأنينة و الراحة النفسية ، فإن الخصومة حقا هي قائمة بين أنصار الدين و أنصار العلم .

فض النزاع :

نستطيع القول دون تخاذل و بكل موضوعية أن هناك أمل لعقد اتصال بين العلم و الدين داخل تركيبة النفس الإنسانية ، فكل ما يتعقبه الإنسان سواء أحاط به الحس و حدده أو أحاط به الحس و عجز عن تحديده ، أو لم يقع تحت الحس و وقع تحديده ، هو دائما يبقى محط تفسير للكون الحسي و ما وراء الحسي ، فهذا مصدر العلم و مبعث الإيمان ، فالمعلومات التي تقع تحت الحس تقاس إليها المعلومات التي لا يحيط بها الحس إحاطة كافية ، و ينهض الكل دليلا ملموسا على ما هدى إليه الإلهام ، و الإلهام يفسر ما تعجز الحواس عن تحديده تفسيرا يكفل للإنسان الهوى في حياته ، و كذلك تضامن الشعور و الإدراك ، القلب و العقل ، و بالتالي الإيمان و العلم ، تضامن من أجل وضع سنن الحياة الإنسانية التي تخول إمكانية خلق سعادة للإنسان في الحياة (العلم) و بعد الموت (الدين).

فعلم الإنسان المحدود كان ضئيل الفائدة إلى جانب ما يفيده إيمانه في الحياة من قوة على الحياة ، فلم يكونا ليدفعا عنه غائلة المعتدي و لا ثوران الطبيعة ، و لا كانا يؤديان إليه نعمة الحياة المادية أكثر مما تهديه إليه سجيته الفطرية ، أما الإيمان فكان يحل له كل العقد التي تستعصي على الحل ، من قبيل ما وراء الموت و ما وراء الكون و الروح ...


   
الدين بحاجة إلى العلم إذا أراد أن يتجنب الإنغماس في الخرافات ، و العلم بحاجة لهداية الدين كي لا يصبح مصدر شر العالم .

عن الكاتب

ابراهيم ماين

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

يقظة الفكر